الثلاثاء، 7 نوفمبر 2023

الدعوة الملكية إلى إقامة "تكتل اقتصادي إفريقي أطلسي" تحمل دلالات ورسائل

الدعوة الامبراطورية لتشكيل "تحالف اقتصادي إفريقي أطلسي" لها معانٍ ورسائل مهمة.
الملك محمد السادس 

 الدعوة الملكية إلى إقامة "تكتل اقتصادي إفريقي أطلسي" تحمل دلالات ورسائل

حمل خطاب الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، مساء أمس الاثنين، دعوةً ملكية واضحة إلى “تأهيل المجال الساحلي وطنياً، بما فيه الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، وكذا هيكلة هذا الفضاء الجيو-سياسي على المستوى الإفريقي”.

وقال الملك محمد السادس، في خطاب إلى الأمة بالمناسبة نفسها، إنه “إذا كانت الواجهة المتوسطية تعد صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي”.

وأشار الملك إلى أن “غايتنا أن نحوِّل الواجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي”، معلناً “الحرص على استكمال المشاريع الكبرى التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية، وتوفير الخدمات والبنيات التحتية، المرتبطة بالتنمية البشرية والاقتصادية”.

كما شدد الخطاب على “تسهيل الربط بين مختلف مكونات الساحل الأطلسي، وتوفير وسائل النقل ومحطات اللوجستيك، بما في ذلك التفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني، قوي وتنافسي”.

ولمواكبة التقدم الاقتصادي والتوسع الحضري الذي تعرفه مدن الصحراء المغربية، قال الجالس على العرش: “ينبغي مواصلة العمل على إقامة اقتصاد بحري يساهم في تنمية المنطقة، ويكون في خدمة ساكنتها”، جاعلاً قِوامه في “تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر، ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري، وتحلية مياه البحر، لتشجيع الأنشطة الفلاحية، والنهوض بالاقتصاد الأزرق، ودعم الطاقات المتجددة”.

كما دعا إلى “اعتماد استراتيجية خاصة بالسياحة الأطلسية تقوم على استثمار المؤهلات الكثيرة للمنطقة قصد تحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية والصحراوية”.

إعادة تأهيل الساحل المغربي

تعليقا على مضامين الخطاب الملكي في شقه الاقتصادي، سجل بدر الزاهر الأزرق، أستاذ الاقتصاد باحث في قانون الأعمال، أنه “خطاب ذو حمولة اقتصادية بامتياز”.

“أولى الرسائل التي حملها الخطاب الملكي بمناسبة تخليد المسيرة الخضراء لهذه السنة كانت موجهة إلى الداخل”، يؤكد المحلل الاقتصادي ذاته في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، معتبراً أن ذلك تجلى في حديث الملك بوضوح عن “تأهيل الساحل والفرص التنموية والاستثمارية التي مازالت غير مُستغَلّة على مستوى الساحل ككل، والساحل الأطلسي، خاصة السواحل الجنوبية للمملكة المغربية”.

وتابع أستاذ الاقتصاد بأن ذلك “دعوة موجّهة للسياسات العمومية الوطنية والترابية من أجل مضاعفة المجهود الاستثماري لإعادة تأهيل الساحل المغربي، سواء كان ذلك في الشمال أو الجنوب”، إلا أن عاهل البلاد “خصَّ بالذكر أقاليم هذا الأخير في علاقتها بالانفتاح على بقية المحيط الأطلسي”.

“إيلاء الأهمية الخاصة للسواحل الجنوبية من المملكة” في الخطاب الملكي لسادس نونبر 2023، يجد تفسيره، بحسب المحلل ذاته، في “الفرص الاستثمارية اليوم التي تظل الغاية منها هي إحداث وخلق تنمية على المستويات الإقليمية والوطنية، ولكن أيضا أن تكونَ هذه التنمية أداةً وصلةَ وصل وربط بدول الساحل والصحراء”، مستحضرا أن “الملك اقترح وضع البنية التحتية المغربية رهن إشارة هذه الدول من أجل فك عزلتها الجغرافية وإعطائها منفذاً على المحيط الأطلسي”.

“بالتالي، سيتم ضمان تكثيف وتمتين التعاون بين هذه الدول ورفع نسب النمو وجاذبيتها الاستثمارية عبر البوابة المغربية”، يستنتج بدر الزاهر الأزرق، الذي لفت الانتباه إلى أن “هذا الأمر كان قد بدأ قبل الخطاب الملكي اليوم، ولاحظناه بادياً بقوة ضمن التوجهات الاقتصادية وسياسات الأوراش الكبرى بأقاليم وجهات الصحراء الثلاث (البنيات التحتية المينائية والطرقية الكبرى، استثمارات الطاقات المتجددة، ميناء الداخلة الأطلسي…).

وسجل الزاهر أن “تسارع التنمية في السنوات القليلة الماضية بالصحراء المغربية جاء مُمهِّداً لربطها بمحيطها القاري، خاصة إفريقيا الغربية ودول الصحراء والساحل”.

تكتل اقتصادي قاري-محيطي

في هذا السياق، قال المحلل الاقتصادي معلقاً: “اليوم يعلن الملك بصراحة أن المملكة المغربية تطمح لخلق تكتل اقتصادي حقيقي وواقعي في المنطقة يقوم على ربط مباشر بين مختلف البنى التحتية وعلى تبادل التجارب والخبرات والمصالح المشتركة بينها وبين الأشقاء الأفارقة”.

واعتبر أن الخطاب “يعطي الانطلاقة الفعلية لميلاد وإحداث هذا التقارب الذي ستكون له آثار جد إيجابية، سواء مع موريتانيا أو دول أخرى مازالت تعاني للأسف من انعدام الاستقرار الأمني”، مسجلا أنه حمَل “مجموعة اقتراحات للدول الإفريقية في الساحل من أجل الاستفادة من ثمار التعاون الإقليمي ورفع الجاذبية الاستثمارية”

هذه المقترحات، بحسب أستاذ الاقتصاد وقانون الأعمال، “طوق نجاة لهذه الدول من أجل استعادة الاستقرار الإقليمي والدينامية التنموية”.

وأكد الأزرق أن “خطاب المسيرة” ذكّر مجددا بـ”محورية مسألة الغاز والطاقة، خاصا بالذكر أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب” لما له من انعكاسات إيجابية على الإمدادات والأسعار العالمية التي تظل متقلبة، لا سيما في فصل الشتاء، في أوروبا، وهو ما أبانت عنه الحرب الأوكرانية منذ 2022.

جنوب-جنوب ورابح-رابح

المحلل الاقتصادي نفسه أكد أن “التوجهات الاقتصادية الراهنة للمغرب تُفرد مساحة كبيرة للاستثمارات المغربية في القارة الإفريقية بقيمة إجمالية تتجاوز 4 مليارات دولار”، مذكرا بـ”الشبكة الكثيفة للمصارف والبنوك المغربية، استثمارات الصناعات الاستخراجية والمنجمية…”.

واعتبر أن الدعوة الملكية في خطابه تهدف إلى “ربط الحضور المغربي في القارة السمراء، لا سيما في غربها، وربطها بدينامية تنمية غير فاترة في جهات الصحراء المغربية”.

وأضاف أن هذا “محور اقتصادي جديد يَلزمه تطوير وتشييد بنيات تحتية (موانئ وطرق ومناطق صناعية وتجارية حرة ولوجستية…) وسيكون موجَّها بالأساس نحو الجنوب (أمريكا اللاتينية أو دول إفريقيا جنوب الصحراء).

محور “أكادير-الداخلة”

“منطق العمل هنا ينضبط لمنطق رابح-رابح”، يخلص المحلل ذاته، مفسرا بالقول: “لأن المملكة تجني مكاسب سياسية ودبلوماسية ومنافع اقتصادية ولكنها تفيد دول إفريقية بعيدة عن الساحل في فك عزلتها والوصول إلى البحر باعتباره الممر الرئيسي للتجارة العالمية، وأنابيب الطاقة وشبكات الربط بالإنترنت والاتصالات”، خاتماً بأنها دعوة ملكية صريحة لكي “تسهم في تنميتها ورفع مواردها، ما يعني استقراراً والتحاقها بركب التنمية المغربي”.

وأجمل بأن “كل هذا سينعكس على الأقاليم الجنوبية”، لأنه “بعد نجاح محور طنجة-الجديدة تحاول المملكة أن تخلق محوراً جديداً هو أكادي-الداخلة سيكون موجَّهاً للدول الأطلسية ودول الجنوب في أمريكا اللاتينية”، وهو ما توقع له المحلل “فرصًا كبيرة للنجاح بعد توفر الإرادة سياسياً، مشيرا إلى بنى تحتية بدأ المغرب فيها في العشرية الأخيرة.

الجمعة، 3 نوفمبر 2023

الدعم الإماراتي لغزة.. دبلوماسية استثنائية ومبادرات إنسانية

الدعم المقدم من الإمارات لقطاع غزة يُعتبر دبلوماسية فريدة ومبادرات إنسانية.
الدعم الإماراتي لغزة 

الدعم الإماراتي لغزة.. دبلوماسية استثنائية ومبادرات إنسانية

تحركات دبلوماسية وإنسانية إماراتية لدعم غزة، تشارك فيها دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا.

جهود واسعة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لوقف حرب غزة وإعادة تصحيح المسار لتحقيق سلام شامل وعادل.

ومنذ تجدد التصعيد في غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا يكاد يمر يوم دون أن يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مباحثات واتصالات مع قادة دول العالم لبحث جهود التهدئة والدعوة للحفاظ على أرواح كل المدنيين وتوفير الحماية لهم وفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة دون عوائق، إضافة إلى تضافر الجهود لإيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة.

وجنبا إلى جنب، مع تلك الاتصالات والمباحثات والقمم كانت توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق مبادرات إنسانية ملهمة وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للتخفيف من التداعيات الإنسانية للحرب المندلعة على أهل قطاع غزة.

وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 59 اتصالا ولقاء مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، من بينهم 28 اتصالا ولقاء أجراها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، و31 اتصالا ولقاء أجراها وزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان.

وفي إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شاركت في 6 قمم واجتماعات خليجية وإسلامية وعربية ودولية لنفس السبب.

كما شاركت في 6 اجتماعات بمجلس الأمن الدولي، واجتماعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أيضا أطلقت الإمارات مبادرتين إنسانيتين، هي حملة "تراحم من أجل غزة"، واستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها، بإجمالي 75 اتصالا ولقاء وقمة ومبادرة خلال 27 يوما، الأمر الذي يبرز الجهد القياسي التي تقوم به الإمارات لوقف الحرب.

اتصالات القيادة

وضمن أحدث جهود القيادة الإماراتية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية، مساء الخميس، مع مارك روته رئيس وزراء هولندا جرى خلالها بحث خلاله الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة إثر التصعيد العسكري وتبعات ما يجري في القطاع على الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

كما بحث الجانبان خلال الاتصال ضرورة التحرك العاجل للمجتمع الدولي للدفع باتجاه وقف إطلاق النار لحقن الدماء والحفاظ على أرواح المدنيين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة بجانب إتاحة الفرصة للحلول السياسية وإيجاد مسار واضح لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام للحفاظ على أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها.

وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  21 اتصالا هاتفيا و7 لقاءات مع قادة ومسؤولين أمميين ودوليين لبحث جهود التهدئة في غزة وحماية المدنيين.

كما أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان 25 اتصالا و6 لقاءات مع نظرائه حول العالم وعدد من المسؤولين لنفس الهدف.

اجتماعات وقمم

وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 21 أكتوبر/تشرين الأول، في أعمال "قمة القاهرة للسلام" التي افتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها وأنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمة له بمناسبة انعقاد "قمة القاهرة للسلام"، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطير في القطاع.

وشدد على أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً خلال الفترة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.

وبين أن تجربة العقود الماضية، وصولاً إلى الصراع الحالي، تؤكد أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء، فلا تنمية في غياب السلام.

وتأتي مشاركته في تلك القمة غداة مشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "الآسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا يمثلون رابطة الأسيان).

ورسم رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة القمة، خارطة السلام في فلسطين والشرق الأوسط، محذرا من تداعيات اتساع دائرة الحرب على الأمن الإقليمي.

اجتماعات ومؤتمرات

وشارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الاجتماع الاستثنائي الخليجي على المستوى الوزاري بمسقط بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، والذي تم خلالها الإعلان عن تقديم دعم فوري للمساعدات الإنسانية والإغاثية بقيمة مائة مليون دولار.

وأكد خلاله الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وغداة هذا الاجتماع، ترأس خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، وفد بلاده إلى الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والذي عقد في مقر الأمانة العامة للمنظمة في مدينة جدة 18 أكتوبر/تشرين الأول، لمناقشة تطورات الأوضاع القائمة في الأراضي الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.

واعتمد الاجتماع الاستثنائي بياناً ختامياً يدعو، من بين أمور أخرى، إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والرفع الفوري للحصار ومطالبة كافة الدول والمجتمع الدولي إلى المسارعة بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية العاجلة.

وفي اليوم نفسه شارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي برئاسة حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس، في المؤتمر الخامس والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، برئاسة محمد الحلبوسي رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب في العراق، ومشاركة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية.

أيضا في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شارك رئيس دولة الإمارات في قمتين دوليتين تناولتا بحث جهود التهدئة في القطاع.

وإضافة إلى القمتين، شاركت الإمارات في 4 اجتماعات خليجية وإسلامية وعربية ودولية، لبحث الوضع في غزة.

وشدد الرحومي على أن الشعبة البرلمانية الإماراتية تؤكد موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ حيال الموقف العربي الداعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد، وضرورة تعزيز الجهود المكثفة لتحقيق التهدئة، وتخفيض وتيرة التصعيد.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول، ترأس خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، والذي عقد لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر التصعيد الأخير غير المسبوق في قطاع غزة.

حراك أممي

حراك الإمارات تواصل أيضا عبر أروقة الأمم المتحدة، حيث عقد مجلس الأمن منذ تجدد التصعيد بغزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 6 جلسات حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة، لم يمر أي منها دون أن تسجل الإمارات رسائل قوية داعمة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.

ومن أبرز تلك المواقف القوية رفض مشروع القرار الأمريكي بالمجلس يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول، لعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة.

أيضا تكللت تلك المواقف القوية بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، بطلب من الإمارات عقب إعلان إسرائيل "توسيع عملياتها البرية" في غزة، تم خلالها الاستماع إلى إحاطات من مسؤولين أمميين وجهوا دعوات بالوقف الإنساني لإطلاق النار.

أيضا شاركت الإمارات في اجتماعين أمميين بشأن غزة، كان أبرزها اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 27 أكتوبر/تشرين الأول، الذي نجح خلاله العرب بمشاركة الإمارات في استصدار قرار أممي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة.

جهود إماراتية تأتي ضمن حراك متواصل في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة على مدار الفترة الماضية لدعم القضية الفلسطينية، والدفع نحو تحقيق سلام شامل وعادل.

مبادرات إنسانية

وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أطلقت دولة الإمارات مبادرات إنسانية ملهمة، كان أحدثها توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

مبادرةٌ تأتي تجسيداً لمواقف الإمارات الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.

وتتزامن مبادرة استضافة أطفال من قطاع غزة وتقديم الرعاية الطبية والصحية لهم، مع الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني خاصة الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ28 على التوالي.

وأعلنت الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية منذ إطلاقها 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية، سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها أو حجم الإقبال والتفاعل الشعبي معها.

وتهدف مبادرة "تراحم من أجل غزة" إلى التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً خاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع "ما يزيد على مليون طفل" من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم، إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.

الأربعاء، 1 نوفمبر 2023

الإمارات ترحب بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المغربية

ترحيب إماراتي بتمديد بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية

الإمارات ترحب بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المغربية

 رحبت دولة الإمارات بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية (مينورسو) لمدة عام، وشكرت الولايات المتحدة، بصفتها حامل القلم.

وكذلك أعضاء المجلس على انخراطهم البناء خلال المفاوضات.

تصويت

وفي بيان لوفـد الإمارات العربيــة المتحدة في مجلس الأمن بشأن البند المعنون الحالة في الصحراء المغربية ألقته معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة فقد أكدت أن دولة الإمارات صوتت لصالح هذا القرار لتوازن نصه وشموليته، ولأخذه بعين الاعتبار التطورات المهمة التي طرأت على هذا الملف منذ العام الماضي، ومنها المشاورات غير الرسمية التي أجراها المبعوث الشخصي للأمين العام ستيفان دي مستورا.

وأوضحت أن القرار يبرز دعم المجلس المستمر لبعثة (مينورسو) وجهود المبعوث الشخصي الرامية لإحراز تقدم في العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.

3 نقاط

وأضافت معالي لانا نسيبة قائلة: «بما أن هذا هو آخر اجتماعٍ مجدول بشأن هذه القضية خلال عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن، أود التأكيد على ثلاث نقاط»: «أولاً، يتعين علينا مواصلة دعم جهود المبعوث الشخصي لتمهيد الطريق أمام إعادة إطلاق المفاوضات، ونرى أن استئنافَ صيغة المائدة المستديرة بمشاركة كل الأطراف سيساهم في كسر الجمود السياسي.

ونشدد في هذا الصدد، على أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية، والتي وصفتها قرارات مجلس الأمن منذ عام 2007 بأنها تتسم بالجدية والمصداقية، هي الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم وعملي ومتوافق عليه».

تموين

وقالت: «ثانيا إن تمكين بعثة (مينورسو) من إعادة تموين مواقعها بشكل مستدام، وليس فقط على «أساس استثنائي»، أمر ضروري لتمكين البعثة من تنفيذ ولايتها بشكل فعال. ونشيد في هذا الصدد، بتعاون المملكة المغربية مع البعثة والتزامها بوقف إطلاق النار». وأوضخت قائلة: «نرى أنه على جبهة «البوليساريو» التعاون بشكل كامل مع بعثة (مينورسو) وإزالة كل القيود التي تؤثر على عمل البعثة، وإعادة الالتزام بوقف إطلاق النار».

دعم ثابت

وتابعت: «ثالثاً، تؤكد دولة الإمارات على دعمها الثابت للمملكة المغربية، وسيادتها على كامل الصحراء المغربية، ونشدد على عدم المساس بوحدتها الترابية». ونتطلع إلى مواصلة الأمم المتحدة جهودها البناءة، من أجل التوصل إلى حل لهذا الوضع المستمر منذ عقود، الأمر الذي سيساهم أيضاً في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة التي تعاني من تحديات عدة.

 

الأحد، 22 أكتوبر 2023

«قمة القاهرة».. رفض التهجير وضرورة حماية المدنيين في غزة

 

تأكيد أهمية حماية سكان غزة ورفض فكرة التهجير في قمة القاهرة.

إجتماع الرؤساء في قمة القاهرة للسلام الدولي 

«قمة القاهرة».. رفض التهجير وضرورة حماية المدنيين في غزة

اختتمت «قمة القاهرة للسلام» الدولية، أمس، أعمالها على وقع مطالبات من المشاركين فيها بوقف فوري للحرب على غزة، والتي دخلت أسبوعها الثالث، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين.

وفيما دعت الدول العربية إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي، طالبت معظم الدول الغربية المشاركة بالتركيز على الإغاثة الإنسانية للمدنيين.

وحث العاهل الأردني الملك عبد الله على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال إنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

وأضاف: «رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلاً من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين».

وطالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ«الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية».

وفي السياق نفسه، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ«التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، ووضع حد للقصف ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين».

وأكد رفض الجامعة لـ«كافة أنواع الاستهداف والعنف ضد المدنيين من دون تمييز.. فكل المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها».

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، وأضاف خلال القمة: «لن نرحل.. لن نرحل».

وأفادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمام القمة، بأن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قالت إنه قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل يجب أن يتم مع مراعاة الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس. وقالت إيطاليا إن من الضروري تجنب التصعيد.

وأرسلت الولايات المتحدة القائمة بأعمال السفير الأميركي في مصر، والتي لم تتحدث علناً في أثناء القمة. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: إن الهدف الرئيس للقمة هو «الاستماع لبعضنا البعض».

وأضاف: «لكننا نتفهم أننا بحاجة إلى العمل معاً بشكل أكبر» في قضايا من بينها الوضع الإنساني، وتجنب التصعيد في المنطقة، وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وسعى اجتماع القاهرة لإيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقاً في المنطقة. 

وتخشى دول المنطقة من أن يدفع الهجوم سكان غزة للنزوح من منازلهم بشكل دائم. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن القاهرة تعارض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.

وأضاف: «تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم». وطالب بـ«الوقف الفوري للحرب، والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية».

وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء.

وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت «حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين».

وقال جبريال صوما، أستاذ القانون الدولي، مستشار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إن هناك ضوابط يجب مراعاتها فيما يتعلق بشجب الاعتداء على المدنيين، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة والتأكيد على أهمية حل الدولتين للسماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية.

وذكر جبريال صوما أن وقف القتال الدائر في غزة ضروري لكن يجب أن يشمله حديث سياسي عاجل بين الأطراف المعنية خلال الفترة المقبلة حتى يرتفع صوت العقل وينتهي الصراع ووقف وتيرة التصعيد العسكري الذي قد يكون له تأثير مدمر على المنطقة بأكملها بعد فترة طويلة من السلام.

وأشار إلى أن كافة الأطراف المعنية تعمل على وقف التصعيد خلال الفترة المقبلة والذي لن يؤدي إلى ارتفاع وتيرة العنف ودخول أطراف إقليمية مختلفة على خط الصراع الدائر والذي من الممكن أن يتم وأد خطورته بالحديث المباشر بين الأطراف والأخذ بالمبادرات الإقليمية التي تعمل على خفض التصعيد.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن قمة القاهرة للسلام بشأن فلسطين جاءت في توقيت غاية في الصعوبة بعد نحو أسبوعين من المواجهات التي سقط فيها الآلاف، موضحاً أن قطاع غزة يعاني من نقص كبير جداً في المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى عدم وجود كهرباء أو حتى ماء، وكل هذه الأمور تزيد من المآسي.

وأضاف الرقب لـ«الاتحاد» أن المساعدات العربية والعالمية تهدف لإنقاذ المستشفيات الكثيرة التي خرجت عن الخدمة، موضحاً أن ذلك يأتي في سياق القمة التي ربما تحرك العملية السياسية بشكل كامل.

وأشار الرقب إلى أن القمة ناقشت آليات إدخال المساعدات ووقف الحرب وتجنيب الفلسطينيين المدنيين بالتحديد أهوال الحرب، واتفقوا على ضرورة فتح آفاق جديد لعملية السلام، ومن ضمنها قيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، مشددين على أن فكرة إزاحة الفلسطينيين من وطنهم خطة مرفوضة بشكل كامل، لأنها تعني انتهاء المشروع الفلسطيني.

وطالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس باستخدام الدبلوماسية لوقف الحرب بأي طريقة، والبحث الفوري لحل قاطع للقضية الفلسطينية، في ظل الزخم العربي والدولي الموجود الآن.

واتفق رؤساء وزعماء الدول المشاركة في مؤتمر القاهرة للسلام، أمس، على ضرورة التصدي لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وفي كلمات أكثر من 30 زعيماً ومسؤولاً دولياً خلال المؤتمر الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كانت فكرة رفض تهجير الفلسطينيين حاضرة بقوة، إلى جانب ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.

وقال خبراء ومتابعون إن اتفاق المشاركين في القمة على أنه لا مجال لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة «سيؤثر لا محالة في القضية، وسيمثل ورقة ضغط على المخطط الإسرائيلي».

مسارات

من جهته، قال حسن المومني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأردنية، إن دور الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني محوري وفاعل في القضية الفلسطينية، وإن المملكة تعمل مع الدول العربية في عدة مسارات أهمها المسار السياسي والإنساني.

وأضاف أن الأردن منذ تفجر الصراع يلعب دوراً نشطاً في السياق الدبلوماسي والسياسي من خلال المشاورات الثنائية مع الأطراف الفاعلة، إلى جانب توفير الحماية للمدنيين وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

ضمانات دولية

قال السفير أشرف عقل، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، لـ«الاتحاد»، إن هناك مسؤولية كبيرة على عاتق العالم تجاه قطاع غزة، في ظل تعرض الشعب الفلسطيني لظروف مأساوية، ويجب أن يتحرك العالم لوقف الحرب، وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف أن قمة القاهرة التي استضافتها مصر سعت لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة، لأن السبيل الوحيد للاستقرار والسلام والأمن في الشرق الأوسط، هو أساس مبدأ حل الدولتين من خلال ضمانات دولية وبرنامج زمني للتنفيذ.