إعتماد المغرب على وحدات صحية متنقلة لتقليل المسافات وتحقيق المساواة في العلاجات. |
المغرب يعتمد وحدات صحية متنقلة من أجل كسر المسافات والإنصاف في العلاجات
برنامج طموح تم إطلاقه وتوقيع اتفاقية شراكة بشأنه، أول أمس السبت، جمع مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإحدى الشركات المختصة، يهم إطلاق “برنامج الوحدات الصحية المتنقلة المجهزة بتقنيات الاتصال عن بُعد”.
وتحت نظر الملك محمد السادس بالرباط، تم التوقيع على هذه الاتفاقية التي تضع “تحسين ولوج ساكنة العالم القروي إلى الخدمات الصحية” هدفاً أساسيا لها، وذلك بعد دراسة احتياجات عدد من الأقاليم وضمان استفادة مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في جهودها للتصدي لمشكل “بُعد الخدمات الطبية” وتحسين الولوج إلى العلاجات الصحية بالعالم القروي، من الخبرة والتجربة المتراكمة لدى مؤسسة محمد الخامس للتضامن لأكثر من 20 سنة في مجال تنظيم القوافل الطبية لفائدة الساكنة المعوزة التي تعيش بالمناطق البعيدة عن مؤسسات طبية.
نموذج جديد للتدخل
وفق المعطيات المتوفرة، يندرج البرنامج في إطار الورش الملكي لإصلاح المنظومة الصحية وتعميم الحماية الاجتماعية، كما يدشن “نموذجا جديدا للتدخل الطبي يجمع بين توفير العلاج عن قرب والتطبيب عن بعد”.
يقوم البرنامج النموذجي في مرحلته الأولى المعلنة (سنة واحدة) على “نشر 50 وحدة صحية متنقلة مجهزة بتقنيات الاتصال عن بعد بمختلف جهات المملكة، خاصة على مستوى 40 إقليماً. بينما سمَح تحليل معطيات تموقع مراكز الصحة على المستوى الإقليمي باختيار الأقاليم المعنية.
تركيبة الوحدات
كل وحدة من الوحدات الطبية المتنقلة/المتصلة عن بُعد ستتشكل من طواقم صحية تضم طبيبا عاما، وممرضين/ممرضتيْن، ومساعدة إدارية. كما ستُزوّد بـ”تجهيزات متطورة للطب الحيوي” تضمن القيام باستشارات طبية حضورية للطب العام، واستشارات طبية متخصصة عن بعد عبر الربط بالمنصة المركزية للتطبيب عن بعد، التي تتكون من متخصصين في فروع علاجات مختلفة (طب النساء والتوليد، وطب الأطفال، وأمراض الغدد الصماء، والأمراض الجلدية، وطب الأنف والأذن والحنجرة، وأمراض القلب، وأمراض الرئة).
وتتطلب المرحلة الأولى لهذا البرنامج، وفق القائمين عليه، “تعبئة 20 طبيباً متخصصا بالنسبة للمنصة المركزية للتطبيب عن بعد، و50 طبيبا عاما، و100 ممرض/ممرضة، و100 مساعدة، يتوزعون على مختلف الأقاليم. وحُدد مبلغ إنجازها في غلاف إجمالي قيمته 180 مليون درهم.
وبقدر ما لا تخفى أهمية الوحدات الصحية المتنقلة المتصلة عن بُعد في تعزيز ودعم مكتسبات تنزيل ورش الحماية الاجتماعية وتعميم التغطية الصحية على المجالات الترابية النائية وساكنتها، فإنها من المنتظر أن تضمن تحسين ولوج ساكنة العالم القروي إلى الخدمات الصحية وتكافؤ فرص الولوج لهذه الخدمات.
كسر المسافات
دمقرطة العرض الصحي
معنىً الحماية الاجتماعية
“الوحدات المتنقلة ستعطي مضموناً ومعنى للحماية الاجتماعية بالنسبة للفئات الفقيرة، والمعاملة، حيث توصل إليها الخدمات الصحية وتقوم برصد الأمراض المتوطِّنة وحتى معرفة أولئك الذين سيحتاجون لمتابعة دقيقة في المراكز المختصة”، يقول فتحي، لافتا إلى أن “المغرب يحاول الوصول إلى المرضى المنسيّين، والمبادرة تجعل كل إقليم وكل جهة وجماعة تتعرّف على مرضاها لتقوم بتيسير تطبيبهم وعلاجهم”.
وتفتح المبادرة، بحسب المتحدث لهسبريس، “آفاقا جديدة أمام العمل الجماعي ستتكشف مع بداية الشروع في تطبيق هذه التجربة في الأقاليم الأولى التي تم اختيارها”، معتبرا أن “الفائدة الكبرى التي سنجنيها، والتي ستبدأ ثمارها بالظهور بوضوح خلال السنة المقبلة، هي ضمان حق المواطن الذي كان مقصياً بسبب وضعه المالي أو الجغرافي أو الثقافي”.
وأجمل فتحي بأن “الورش هو تجسيد عمَليّ للجمع الذي أراده عاهل البلاد لقطاع الصحة والحماية الاجتماعية في حقيبة وزارية واحدة، إنه دليل على صواب و نجاعة ذاك الإستشراف.