سمعة دولية إيجابية للمغرب في 2023 |
سمعة دولية إيجابية للمغرب في 2023.. "الأمن والتألق بالمونديال" نقاط قوة
أماط المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية (مؤسسة بحثية مؤسسة بظهير ملكي) اللثام عن النسخة الكاملة من دراسة “سمعة المغرب في العالم خلال سنة 2023″، في نسختها التاسعة؛ التي أفرزت نيل المغرب المرتبة 34 من بين 60 دولة تم تقييم سمعتها لدى بلدان مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى روسيا.
وخلص المعهد ضمن أبرز خلاصات دراسته، المنجزة بين شهريْ مارس وأبريل 2023، “في إطار المهام المنوطة بمرصد صورة المغرب في العالم المحدَث سنة 2015، وبشراكة مع وكالة الاستشارة الدولية ‘Reputation Lab’ المتخصصة في مجال تدبير وبناء العلامة التجارية الوطنية (Nation Branding)، إلى “فقدان المملكة -على هذا النحو- مَركزيْن مقارنة بترتيبها في 2022”.
إلا أن الوثيقة التي تتوفر هسبريس على نسختها الكاملة تستدرك بالقول: “ومع ذلك تحظى المملكة، كما كان الشأن في السنوات السابقة، بصورة دولية إيجابية عموماً”؛ وهو التعليق ذاته الصادر عنها في نسخة 2022.
“لا يُستثنى المغرب بدوره من المنحى التنازلي العام (الذي عرفته السمعة الخارجية لمعظم الدول)، متراجعاً في مؤشر سمعته بناقص 0.7 نقطة، بطريقة مطابقة تقريبا لمتوسط 60 دولة ذات أعلى ناتج محلي إجمالي (0.6 نقطة)”، يعلق المعهد البحثي ذاته، الذي لم تخطئ أعينُ خبرائه “تأثيرا إيجابيا” لتألق منتخب “أسود الأطلس” خلال كأس العالم 2022 على صورة المغرب في منظور بعض البلدان؛ عند قياس سمة “النجاح الرياضي” (على غرار إسبانيا (+7.1 نقطة) ومصر (+6.7 نقطة) والجزائر (+5.5 نقطة)، بل لدى المغاربة أنفسهم (+5.9 نقطة)).
وتُعادل سمعة المملكة لدى مواطني بلدان “مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى روسيا”، عام 2023، سمعة بيرو؛ بينما تظل “أفضل من سمعة الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين ودول ‘البريكس’، فضلا عن سمعة جميع البلدان الإفريقية وسمعة بلدان العالم العربي”، وفق ما أفاد به المعهد.
نقاط القوة
تكمن نقاط قوة السمعة الخارجية للمغرب في بُعدَيْ أو مؤشرَيْ “جودة العيش” و”العنصر البشري”. على وجه الخصوص، مازالت سمات “ساكنة طيبة ومِضيافة”، و”البيئة الطبيعية”، و”الترفيه والتسلية”، و”نمط الحياة الجذاب” و”الأمان”، تشكل نقاط قوة في سمعة المملكة.
عكسياً، تظل التقييمات “أقل مواتاة” (عموما) بالنسبة للسمات ذات الصلة بأبعاد “الأخلاق والمسؤولية” و”الجودة المؤسساتية” و”مستوى التنمية”.
“إيجابية” في فرنسا ومصر و”منخفضة” في كينيا والجزائر!
السمعة الخارجية للبلدان الأجنبية
عالميا، أجمَل التقرير أن عام 2023 موسوم بـ”انخفاض مؤشر سمعة جميع البلدان التي تم تقييمها من قبل المواطنين المشمولين بالاستطلاع في بلدان مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى روسيا”. وفضلا عن “حالة الحرب في أوروبا منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، التي كان لها تأثير واضح على التصورات”، فإن “توحيد المعايير البيئية والاجتماعية وتلك الخاصة بالحَوْكمة وكذلك تنزيل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تساهم بشكل متزايد كعناصر رئيسية في بناء سمعة الأمم”، وفق المصدر ذاته.
وينعكس ذلك في زيادة أهمية بُعد “الأخلاق والمسؤولية” في بناء السمعة. ويشمل هذا البعد السمات المتعلقة بـ”حماية البيئة” و”مكافحة تغير المناخ” و”احترام حقوق الإنسان” و”الاستخدام الناجع للموارد العمومية” و”الأخلاق والشفافية”، وفق التقرير.
البُعد الثاني المفسِّر بشكل أفضل، حسب التقرير، لكيفية بناء سمعة الدول، والذي ازداد بدوره أهمية في 2023، هو “الجودة المؤسساتية”، على حساب بُعديْ “مستوى التنمية” و”جودة العيش”.
الجزائر مستمرة في ذيل الترتيب
من بين الدول ذات السمعة الخارجية القوية حافظت سويسرا على مكانتها الرائدة عام 2023، متبوعة بالنرويج والسويد وكندا ونيوزيلندا؛ وتلتها تباعا كل من الدانمرك وفنلندا وأستراليا وهولندا. أما إيرلندا فتُكمل قائمة الـ10 دول التي تتمتع بأفضل سمعة خارجية لدى مواطني بلدان مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى روسيا.
وبقيت الدول التي تحتل المراكز الأخيرة كما كانت عام 2022 وهي: روسيا وإيران والعراق والصين وباكستان ونيجيريا والمملكة العربية السعودية وبنغلاديش وإثيوبيا وفنزويلا وكولومبيا والجزائر.
ومن بين 60 دولة “ذات أعلى ناتج محلي إجمالي” شهدت كل من قطر وإسرائيل أكبر انخفاض في مؤشر سُمعتهما الخارجية بين بلدان مجموعة الدول السبع، بالإضافة إلى روسيا بين 2022-2023.
“منهجية جديدة” بـ26 بلداً
تم تقييم السمعة الخارجية والداخلية للمغرب “بناء على منهجية جديدة تم اعتمادها سنة 2022″؛ تقضي بـ”تنظيم سِمات البحث البالغ عددها 22 سِمة، باعتبارها السمات المشكّلة لمؤشر ‘RepScore’، وترتيبها في إطار خمسة أبعاد (الجودة المؤسساتية وجودة العيش ومستوى التنمية والعنصر البشري ثم الأخلاق والمسؤولية)”.
يشار إلى أن عدد البلدان التي تم تقييم “سمعة المغرب” فيها بلغ 26 بلداً في نسخة 2023، مقابل 18 بلدا فقط سنة 2015.