الدعم الإماراتي لغزة |
الدعم الإماراتي لغزة.. دبلوماسية استثنائية ومبادرات إنسانية
تحركات دبلوماسية وإنسانية إماراتية لدعم غزة، تشارك فيها دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا.
جهود واسعة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لوقف حرب غزة وإعادة تصحيح المسار لتحقيق سلام شامل وعادل.
ومنذ تجدد التصعيد في غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا يكاد يمر يوم دون أن يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مباحثات واتصالات مع قادة دول العالم لبحث جهود التهدئة والدعوة للحفاظ على أرواح كل المدنيين وتوفير الحماية لهم وفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة دون عوائق، إضافة إلى تضافر الجهود لإيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة.
وجنبا إلى جنب، مع تلك الاتصالات والمباحثات والقمم كانت توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق مبادرات إنسانية ملهمة وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للتخفيف من التداعيات الإنسانية للحرب المندلعة على أهل قطاع غزة.
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 59 اتصالا ولقاء مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، من بينهم 28 اتصالا ولقاء أجراها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، و31 اتصالا ولقاء أجراها وزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان.
وفي إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شاركت في 6 قمم واجتماعات خليجية وإسلامية وعربية ودولية لنفس السبب.
كما شاركت في 6 اجتماعات بمجلس الأمن الدولي، واجتماعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أيضا أطلقت الإمارات مبادرتين إنسانيتين، هي حملة "تراحم من أجل غزة"، واستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها، بإجمالي 75 اتصالا ولقاء وقمة ومبادرة خلال 27 يوما، الأمر الذي يبرز الجهد القياسي التي تقوم به الإمارات لوقف الحرب.
اتصالات القيادة
وضمن أحدث جهود القيادة الإماراتية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية، مساء الخميس، مع مارك روته رئيس وزراء هولندا جرى خلالها بحث خلاله الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة إثر التصعيد العسكري وتبعات ما يجري في القطاع على الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
كما بحث الجانبان خلال الاتصال ضرورة التحرك العاجل للمجتمع الدولي للدفع باتجاه وقف إطلاق النار لحقن الدماء والحفاظ على أرواح المدنيين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة بجانب إتاحة الفرصة للحلول السياسية وإيجاد مسار واضح لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام للحفاظ على أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 21 اتصالا هاتفيا و7 لقاءات مع قادة ومسؤولين أمميين ودوليين لبحث جهود التهدئة في غزة وحماية المدنيين.
كما أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان 25 اتصالا و6 لقاءات مع نظرائه حول العالم وعدد من المسؤولين لنفس الهدف.
اجتماعات وقمم
وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 21 أكتوبر/تشرين الأول، في أعمال "قمة القاهرة للسلام" التي افتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها وأنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمة له بمناسبة انعقاد "قمة القاهرة للسلام"، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطير في القطاع.
وشدد على أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً خلال الفترة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
وبين أن تجربة العقود الماضية، وصولاً إلى الصراع الحالي، تؤكد أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء، فلا تنمية في غياب السلام.
وتأتي مشاركته في تلك القمة غداة مشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "الآسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا يمثلون رابطة الأسيان).
ورسم رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة القمة، خارطة السلام في فلسطين والشرق الأوسط، محذرا من تداعيات اتساع دائرة الحرب على الأمن الإقليمي.
اجتماعات ومؤتمرات
وشارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الاجتماع الاستثنائي الخليجي على المستوى الوزاري بمسقط بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، والذي تم خلالها الإعلان عن تقديم دعم فوري للمساعدات الإنسانية والإغاثية بقيمة مائة مليون دولار.
وأكد خلاله الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وغداة هذا الاجتماع، ترأس خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، وفد بلاده إلى الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والذي عقد في مقر الأمانة العامة للمنظمة في مدينة جدة 18 أكتوبر/تشرين الأول، لمناقشة تطورات الأوضاع القائمة في الأراضي الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
واعتمد الاجتماع الاستثنائي بياناً ختامياً يدعو، من بين أمور أخرى، إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والرفع الفوري للحصار ومطالبة كافة الدول والمجتمع الدولي إلى المسارعة بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية العاجلة.
وفي اليوم نفسه شارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي برئاسة حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس، في المؤتمر الخامس والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، برئاسة محمد الحلبوسي رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب في العراق، ومشاركة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية.
أيضا في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شارك رئيس دولة الإمارات في قمتين دوليتين تناولتا بحث جهود التهدئة في القطاع.
وإضافة إلى القمتين، شاركت الإمارات في 4 اجتماعات خليجية وإسلامية وعربية ودولية، لبحث الوضع في غزة.
وشدد الرحومي على أن الشعبة البرلمانية الإماراتية تؤكد موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ حيال الموقف العربي الداعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد، وضرورة تعزيز الجهود المكثفة لتحقيق التهدئة، وتخفيض وتيرة التصعيد.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول، ترأس خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، والذي عقد لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر التصعيد الأخير غير المسبوق في قطاع غزة.
حراك أممي
حراك الإمارات تواصل أيضا عبر أروقة الأمم المتحدة، حيث عقد مجلس الأمن منذ تجدد التصعيد بغزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 6 جلسات حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة، لم يمر أي منها دون أن تسجل الإمارات رسائل قوية داعمة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.
ومن أبرز تلك المواقف القوية رفض مشروع القرار الأمريكي بالمجلس يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول، لعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة.
أيضا تكللت تلك المواقف القوية بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، بطلب من الإمارات عقب إعلان إسرائيل "توسيع عملياتها البرية" في غزة، تم خلالها الاستماع إلى إحاطات من مسؤولين أمميين وجهوا دعوات بالوقف الإنساني لإطلاق النار.
أيضا شاركت الإمارات في اجتماعين أمميين بشأن غزة، كان أبرزها اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 27 أكتوبر/تشرين الأول، الذي نجح خلاله العرب بمشاركة الإمارات في استصدار قرار أممي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة.
جهود إماراتية تأتي ضمن حراك متواصل في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة على مدار الفترة الماضية لدعم القضية الفلسطينية، والدفع نحو تحقيق سلام شامل وعادل.
مبادرات إنسانية
وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أطلقت دولة الإمارات مبادرات إنسانية ملهمة، كان أحدثها توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
مبادرةٌ تأتي تجسيداً لمواقف الإمارات الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
وتتزامن مبادرة استضافة أطفال من قطاع غزة وتقديم الرعاية الطبية والصحية لهم، مع الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني خاصة الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ28 على التوالي.
وأعلنت الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية منذ إطلاقها 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية، سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها أو حجم الإقبال والتفاعل الشعبي معها.
وتهدف مبادرة "تراحم من أجل غزة" إلى التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً خاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع "ما يزيد على مليون طفل" من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم، إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق