إجتماع الرؤساء في قمة القاهرة للسلام الدولي |
«قمة القاهرة».. رفض التهجير وضرورة حماية المدنيين في غزة
اختتمت «قمة القاهرة للسلام» الدولية، أمس، أعمالها على وقع مطالبات من المشاركين فيها بوقف فوري للحرب على غزة، والتي دخلت أسبوعها الثالث، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين.
وفيما دعت الدول العربية إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي، طالبت معظم الدول الغربية المشاركة بالتركيز على الإغاثة الإنسانية للمدنيين.
وحث العاهل الأردني الملك عبد الله على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال إنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
وأضاف: «رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلاً من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين».
وطالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ«الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية».
وفي السياق نفسه، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ«التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، ووضع حد للقصف ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين».
وأكد رفض الجامعة لـ«كافة أنواع الاستهداف والعنف ضد المدنيين من دون تمييز.. فكل المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها».
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، وأضاف خلال القمة: «لن نرحل.. لن نرحل».
وأفادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمام القمة، بأن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قالت إنه قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل يجب أن يتم مع مراعاة الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس. وقالت إيطاليا إن من الضروري تجنب التصعيد.
وأرسلت الولايات المتحدة القائمة بأعمال السفير الأميركي في مصر، والتي لم تتحدث علناً في أثناء القمة. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: إن الهدف الرئيس للقمة هو «الاستماع لبعضنا البعض».
وأضاف: «لكننا نتفهم أننا بحاجة إلى العمل معاً بشكل أكبر» في قضايا من بينها الوضع الإنساني، وتجنب التصعيد في المنطقة، وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وسعى اجتماع القاهرة لإيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقاً في المنطقة.
وتخشى دول المنطقة من أن يدفع الهجوم سكان غزة للنزوح من منازلهم بشكل دائم. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن القاهرة تعارض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.
وأضاف: «تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم». وطالب بـ«الوقف الفوري للحرب، والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية».
وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء.
وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت «حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين».
وقال جبريال صوما، أستاذ القانون الدولي، مستشار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إن هناك ضوابط يجب مراعاتها فيما يتعلق بشجب الاعتداء على المدنيين، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة والتأكيد على أهمية حل الدولتين للسماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية.
وذكر جبريال صوما أن وقف القتال الدائر في غزة ضروري لكن يجب أن يشمله حديث سياسي عاجل بين الأطراف المعنية خلال الفترة المقبلة حتى يرتفع صوت العقل وينتهي الصراع ووقف وتيرة التصعيد العسكري الذي قد يكون له تأثير مدمر على المنطقة بأكملها بعد فترة طويلة من السلام.
وأشار إلى أن كافة الأطراف المعنية تعمل على وقف التصعيد خلال الفترة المقبلة والذي لن يؤدي إلى ارتفاع وتيرة العنف ودخول أطراف إقليمية مختلفة على خط الصراع الدائر والذي من الممكن أن يتم وأد خطورته بالحديث المباشر بين الأطراف والأخذ بالمبادرات الإقليمية التي تعمل على خفض التصعيد.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن قمة القاهرة للسلام بشأن فلسطين جاءت في توقيت غاية في الصعوبة بعد نحو أسبوعين من المواجهات التي سقط فيها الآلاف، موضحاً أن قطاع غزة يعاني من نقص كبير جداً في المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى عدم وجود كهرباء أو حتى ماء، وكل هذه الأمور تزيد من المآسي.
وأضاف الرقب لـ«الاتحاد» أن المساعدات العربية والعالمية تهدف لإنقاذ المستشفيات الكثيرة التي خرجت عن الخدمة، موضحاً أن ذلك يأتي في سياق القمة التي ربما تحرك العملية السياسية بشكل كامل.
وأشار الرقب إلى أن القمة ناقشت آليات إدخال المساعدات ووقف الحرب وتجنيب الفلسطينيين المدنيين بالتحديد أهوال الحرب، واتفقوا على ضرورة فتح آفاق جديد لعملية السلام، ومن ضمنها قيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، مشددين على أن فكرة إزاحة الفلسطينيين من وطنهم خطة مرفوضة بشكل كامل، لأنها تعني انتهاء المشروع الفلسطيني.
وطالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس باستخدام الدبلوماسية لوقف الحرب بأي طريقة، والبحث الفوري لحل قاطع للقضية الفلسطينية، في ظل الزخم العربي والدولي الموجود الآن.
واتفق رؤساء وزعماء الدول المشاركة في مؤتمر القاهرة للسلام، أمس، على ضرورة التصدي لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.
وفي كلمات أكثر من 30 زعيماً ومسؤولاً دولياً خلال المؤتمر الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كانت فكرة رفض تهجير الفلسطينيين حاضرة بقوة، إلى جانب ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وقال خبراء ومتابعون إن اتفاق المشاركين في القمة على أنه لا مجال لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة «سيؤثر لا محالة في القضية، وسيمثل ورقة ضغط على المخطط الإسرائيلي».
مسارات
من جهته، قال حسن المومني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأردنية، إن دور الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني محوري وفاعل في القضية الفلسطينية، وإن المملكة تعمل مع الدول العربية في عدة مسارات أهمها المسار السياسي والإنساني.
وأضاف أن الأردن منذ تفجر الصراع يلعب دوراً نشطاً في السياق الدبلوماسي والسياسي من خلال المشاورات الثنائية مع الأطراف الفاعلة، إلى جانب توفير الحماية للمدنيين وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
ضمانات دولية
قال السفير أشرف عقل، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، لـ«الاتحاد»، إن هناك مسؤولية كبيرة على عاتق العالم تجاه قطاع غزة، في ظل تعرض الشعب الفلسطيني لظروف مأساوية، ويجب أن يتحرك العالم لوقف الحرب، وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن قمة القاهرة التي استضافتها مصر سعت لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة، لأن السبيل الوحيد للاستقرار والسلام والأمن في الشرق الأوسط، هو أساس مبدأ حل الدولتين من خلال ضمانات دولية وبرنامج زمني للتنفيذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق