بعد إعلانها الانتهاء من عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني المنهارة بسبب الزلزال، الذي خلف أكثر من 40 ألف قتيلا، من المنتظر أن تبدأ السلطات التركية مرحلة جديدة من الجهود، التي قد تستغرق وقتا طويلا وتتطلب موارد مالية مهمة.
وذكرت السلطات التركية، اليوم ، أن عمليات البحث عن ناجين من الزلزال "انتهت في كل المناطق باستثناء محافظتين"، مشيرة إلى أن عدد القتلى جراء الزلزال ارتفع إلى 40689 شخصا.
وقال رئيس هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) يونس سزر إنّ "جهود البحث انتهت في العديد من المحافظات. وهي تتواصل في محافظتي كهرمان مرعش وهاتاي، في نحو أربعين مبنى".
وأسفر الزلزال، الذي بلغت قوته 7,8 درجات والذي أحدث دماراً هائلاً في جنوب البلاد وفي سوريا، عن مقتل حوالى 45 ألف شخص بينهم 40689 شخصاً في تركيا، وفقاً لآخر حصيلة رسمية نشرتها الإدارة الأحد.
ولم يتم إخراج ناجين جدد من تحت الركام في الساعات الـ24 الماضية، بعد إنقاذ زوجين في أنطاكية عاصمة محافظة هاتاي، السبت بعد 296 ساعة على وقوع الزلزال.
وفي الأيام الثلاثة الأخيرة، انتُشل سبعة ناجين من تحت الأنقاض في أنطاكية، بينهم ابن الزوجين الذي توفي بعيد إنقاذه.
وفي محافظة كهرمان مرعش مركز الزلزال، تبدو فرص النجاة أقل من نظيراتها في هاتاي، بسبب الصقيع ووصول الحرارة الى 15 درجة مئوية تحت الصفر في الليل في المناطق الثلجية مثل البستان، حسبما أفادت فرق الإنقاذ وكالة فرانس برس.
وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إنّ 105 آلاف مبنى انهارت أو تضرّرت بشدّة وسيتمّ هدمها.
انتهاء عمليات البحث.. ماذا يعني ذلك؟
يقول خبراء إن عمليات الإنقاذ في حالات الزلزال تتكون عادة من عدة مراحل، ويتم تنفيذها بالتنسيق بين الحكومة والجهات المحلية والمتطوعين والمؤسسات الإنسانية.
وتكون عمليات البحث على رأس أولويات عناصر الإنقاذ. وحين يجري إعلان الانتهاء من هذه المرحلة، فذلك يعني أن فرص العثور عن ناجين أحياء تحت الأنقاض باتت شبه منعدمة.
وفي حالة تركيا، فقد جاء هذا الإعلان بعد 13 يوما على وقوع الزلزال (6 فبراير)، وبعد أن شملت "عمليات التمشيط" كل المناطق المتضررة.
وقالت تقارير صحفية إنه باتت هناك "استحالة في العثور على أي ناجين".
ويشير خبراء إلى أنه قد تتم استئناف عمليات البحث والإنقاذ في أي لحظة إذا تم العثور على أي مؤشرات على وجود ناجين.
ماذا بعد؟
بعد وقف جهود البحث، ستنتقل السلطات إلى مرحلة إزالة الأنقاض وتقييم الأضرار وإعادة الإعمار، إضافة إلى الاهتمام بالناجين صحيا ونفسيا. إزالة الأنقاض: تعني إزالة الأنقاض من المباني المنهارة والأشجار والصخور المتهشمة وغيرها من المواد التي تتراكم بعد الزلزال. في هذه المرحلة، يجري استخدام المعدات الثقيلة والآلات الخاصة لإزالة الأنقاض بطريقة آمنة وفعالة.
تقييم الأضرار: خلال هذه المرحلة، يتم تقييم الأضرار والخسائر المادية التي لحقت بالمناطق، التي شهدت الزلزال. ويساعد هذا التقييم في وضع خطة شاملة وواضحة لإعادة الإعمار.
إعادة الإعمار: تشمل هذه المرحلة إعادة بناء المنشآت المدمرة وإعادة تأهيل المناطق المتضررة وتوفير الدعم اللازم للمصابين والناجين.
وقدّرت الخسائر المادية الأولية لزلزال تركيا بين 30 و40 مليار دولار. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية إعادة الإعمار ستبدأ بعد أسابيع , كما أن السلطات أصدرت، خلال الساعات الماضية، توجيهات بضرورة إخلاء أحياء وشوارع ومناطق بأكملها في أسرع وقت، في أفق الاستعداد لبدء عمليات إزالة الأنقاض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق